موضوع: لنصرة الحبيب :خلاصة نسبه ووظيفته عليه الصلاة والسلام الخميس يوليو 10, 2008 3:03 pm
هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب ابن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان ، فهو عليه الصلاة والسلام من قريش ، وقريش من ا لعرب ، والعرب من ذرية إسماعيل بن إبراهيم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام .
ولد صلى الله عليه وسلم بمكة في شهر ربيع الأول يوم الاثنين الموافق 571 م ، وتوفي صلى الله عليه وسلم وله من العمر ثلاث وستون سنة ، منها : أربعون قبل النبوة ، وثلاث وعشرون سنة نبيا رسولا ، نبئ باقرأ ، وأرسل بالمدثر ، وبلده مكة ، وهاجر إلى المدينة ، بعثه الله بالنذارة عن الشرك ، ويدعو إلى التوحيد ، أخذ على هذا عشر سنين يدعو إلى التوحيد ، وبعد العشر عرج به إلى السماء ، وفرضت عليه الصلوات الخمس ، وصلى في مكة ثلاث سنين ، وبعدها أمر بالهجرة إلى المدينة ، فلما استقر بالمدينة أمر ببقية شرائع الإسلام مثل : الزكاة ، والصيام ، والحج ، والجهاد ، والأذان ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وغير ذلك ، أخذ على هذا عشر سنين وبعدها توفي صلى الله عليه وسلم ، ودينه باق وهذا دينه ، لا خير إلا دل أمته عليه ، ولا شر إلا حذرها منه ، وهو خاتم الأنبياء والمرسلين ، لا نبي بعده ، وقد بعثه الله إلى الناس كافة ، وافترض الله طاعته على الجن والإنس ، فمن أطاعه دخل الجنة ، ومن عصاه دخل النار .
وخلاصة القول : أن الدروس والفوائد والعبر والعظات في هذا المبحث كثيرة منها :
1) إن النبي صلى الله عليه وسلم خيار من خيار من خيار ، فهو أحسن الناس وخيرهم نسبا، وأرجح العالمين عقلا ، وأفضل الخلق منزلة في ا لدنيا والآخرة ، وأرفع الناس ذكرا ، وأكثر الأنبياء أتباعا يوم القيامة.
2) إن إقامة الاحتفالات بمولد النبي صلى الله عليه وسلم كل عام في اليوم الثاني عشر من ربيع الأول بدعة منكرة ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعل ذلك في حياته ، ولم يفعله الصحابة من بعده رضي الله عنهم ،ولا التابعين لهم بإحسان في القرون المفضلة ، ومع ذلك فإن تحديد ميلاد النبي باليوم الثاني عشر من ربيع الأول لم يجزم به ، وإنما فيه خلاف وحتى ولو ثبت فالاحتفال به بدعة لما تقدم ، ولقوله صلى الله عليه وسلم ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) وفي رواية لمسلم (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ).
3) إن وظيفة النبي صلى الله عليه وسلم هي الدعوة إلى التوحيد ، ومن ظلمات المعاصي والسيئات إلى نور الطاعات والأعمال الصالحات ، ومن الجهل إلى المعرفة والعلم ، فلا خير إلا دل أمته عليه ، ولا شر إلا حذرها منه صلى الله عليه وسلم.
المبحث الثاني : جهاده واجتهاده وأخلاقه
4) كان صلى الله عليه وسلم أسوة وقدوة وإماما يقتدى به ، لقوله تعالى(لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الأخر وذكر الله كثيرا) ـ الأحزاب :21 ، ولهذا كان صلى الله عليه وسلم يصلي حتى تفطرت قدماه وانتفخت وورمت فقيل له : أتصنع هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ قال : ( أفلا أكون عبدا شكورا ) ـ البخاري ومسلم .
5) وكان يصلي من الليل إحدى عشرة ركعة ، ربما صلى ثلاث عشرة ركعة ،وكان يصلي الرواتب اثنتي عشرة ركعة وربما صلاها عشر ركعات ، وكان يصلي الضحى أربع ركعات ويزيد ما شاء الله ، وكان يطيل صلاة الليل فربما صلى بما يقرب من خمسة أجزاء في الركعة الواحدة ، فكان ورده من الصلاة كل يوم وليلة من أربعين ركعة منها الفرائض سبع عشرة ركعة.
6) وكان يصوم غير رمضان ثلاثة أيام من كل شهر ويتحرى صيام الاثنين والخميس ، وكان يصوم شعبان إلا قليلا ، بل كان يصومه كله،ورغب في صيام ست من شوال وكان صلى الله عليه وسلم يصوم حتى يقال : لا يفطر ، ويفطر حتى يقال : لا يصوم ، وما استكمل شهر غير رمضان إلا ما كان منه في شعبان ، وكان يصوم يوم عاشوراء ، وروي عنه صوم تسع ذي الحجة ، وكان يواصل الصيام اليومين والثلاثة وينهى عن الوصال،وبين أنه صلى الله عليه وسلم ليس كأمته ، فإنه يبيت عند ربه يطعمه ويسقيه ، وهذا على الصحيح : ما يجد من لذة العبادة والأنس والراحة وقرة العين بمناجاة الله تعالى ؛ ولذا قال : ( يا بلال أرحنا بالصلاة) ــ أبو داود وأحمد ، وقال ( وجعلت قرة عيني في الصلاة ) ـ النسائي وأحمد .
7) وكان يكثر الصدقة ، وكان أجود بالخير من الريح المرسلة حينما يلقاه جبريل على الصلاة والسلام ؛ فكان يعطي عطاء من لا يخشى الفاقة، ولهذا أعطى رجلا غنما بين جبلين فرجع الرجل إلى قومه وقال : يا قومي أسلموا فإن محمدا يعطي عطاء لا يخشى الفاقة ، فكان صلى الله عليه وسلم أكرم ا لناس ، وأشجع الناس ، وأرحم الناس وأعظمهم تواضعا ، وعدلا ، وصبرا ، ورفقا ، وأناة ، وعفوا ، وحلما ، وحياء ، وثباتا على الحق.
وجاهد صلى الله عليه وسلم في جميع ميادين الجهاد : جهاد النفس وله أربع مراتب : جهادها على تعلم أمور الدين ، والعمل به ، والدعوة إليه على بصيرة ، والصبر على مشاق الدعوة ، وجهاد الشيطان وله مرتبتان:جهاده على دفع ما يلقي من الشبهات ، وجهاد الكفار وله أربع مراتب : بالقلب ، واللسان والمال ، واليد . وجهاد أصحاب الظلم وله ثلاث مراتب :باليد ، ثم باللسان ، ثم بالقلب . فهذه ثلاث عشرة مرتبة من الجهاد ، وأكمل الناس فيها محمد صلى الله عليه وسلم ؛ لأنه كمل مراتب الجهاد كلها ، فكانت ساعاته موقوفة على الجهاد: بقلبه ، ولسانه ، ويده ، وماله ، ولهذا كان أرفع العالمين ذكرا وأعظمهم عند الله قدرا . وقد دارت المعارك الحربية بينه وبين أعداء التوحيد ، فكان عدد غزواته التي قادها بنفسه سبعا وعشرين غزوة ، وقاتل في تسع منها ، أما المعارك التي أرسل جيشها ولم يقدها فيقال لها سرايا ، فقد بلغت ستا وخمسين سرية.
9) وكان صلى الله عليه وسلم أحسن الناس معاملة ، فإذا استسلف سلفا قضى خيرا منه؛ ولهذا جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يتقاضاه بعيرا فأغلظ له في القول؛ فهم به أصحابه فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( دعوه فإن لصاحب الحق مقالا )فقالوا : يا رسول الله : لا نجد إلا سنا هو خير من سنه فقال ( أعطوه) فقال الرجل : أوفيتني أوفاك الله ، فقال صلى الله عليه وسلم (إن خير عباد الله أحسنهم قضاء)ـ الشيخان. واشترى من جابر بن عبد الله رضي الله عنه بعيرا ، فلما جاء جابر بالبعير قال له صلى الله عليه وسلم ( أتراني ما كستك؟) قال لا يا رسول الله ، فقال(خذ الجمل والثمن ) الشيخان .
10) وكان صلى الله عليه وسلم أحسن ا لناس خلقا ؛ لأن خلقه القرآن ، لقول عائشة رضي الله عنها ( كان خلقه القرآن ) ـ مسلم ، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) ــ البيهقي وأحمد.
11) وكان صلى الله عليه وسلم أزهد الناس في الدنيا ، فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه اضطجع على حصير فأثر في جنبه ، فدخل عليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، ولما استيقظ جعل يمسح جنبه فقال : يا رسول الله لو اتخذت فراشا أوثر من هذا ؟ فقال صلى الله عليه وسلم ( مالي وللدنيا ، ما مثلي ومثل الدنيا إلا كراكب سار في يوم صائف فاستظل تحت شجرة ساعة من نهار ثم راح وتركها ) ـ الترمذي . وقال ( لو كان لي مثل أحد ذهبا ما يسرني أن لا يمر علي ثلاث وعندي منه شيء ، إلا شيء أرصده لدين )ـ الشيخان . وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال(ما شبع آل محمد من طعام ثلاثة أيام حتى قبض)ــ البخاري.والمقصود أنهم لم يشبعوا ثلاثة أيام بلياليها متوالية ، والظاهر أن سبب عدم شبعهم غالبا كان سبب قلة الشيء عندهم على أنهم قد يجدون ولكن يؤثرون على أنفسهم ؛ ولهذا قالت عائشة رضي الله عنها ( خرج النبي صلى الله عليه وسلم من الدنيا ولم يشبع من خبز الشعير )ــ البخاري ،وقالت ( ما أكل آل محمد صلى الله عليه وسلم أكلتين في يوم إلا إحداهما تمر ) ــ البخاري ، وقالت ( إنا لننظر إلى الهلال ثلاثة أهلة في شهرين وما أوقدت في أبيات رسول الله صلى الله عليه وسلم نار . فقال عروة ما كان يقيتكم ؟ قالت : الأسودان : التمر والماء ) ــ البخاري ، والمقصود بالهلال الثالث : وهو يرى عند انقضاء الشهرين . وعن عائشة رضي الله عنها قالت (كان فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم من أدم وحشوه ليف ) ــ البخاري . ومع هذا كان يقول صلى الله عليه وسلم ( اللهم اجعل رزق آل محمد قوتا ) ــ البخاري .
12) وكان صلى الله عليه وسلم من أروع الناس، ولهذا قال ( إني لأنقلب إلى أهلي فأجد التمرة ساقطة على فراشي أو في بيتي فأرفعها لآكلها ثم أخشى أن تكون من الصدقة فألقيها ) ــ مسلم.وأخذ الحسن بن علي تمرة من تمر الصدقة فجعلها في فيه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( كخ، كخ ارم بها أما علمت أنا لا نأكل الصدقة ؟) ــ مسلم .
13) ومع هذه الأعمال المباركة العظيمة فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (خذوا من الأعمال ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا ، وأحب العمل إلى الله ما داو عليه صاحبه وإن قل ) وكان آل محمد صلى الله عليه وسلم إذا عملوا عملا أثبتوه .( وكان صلى الله عليه وسلم إذا صلى صلاة داوم عليها ) ــرواه الشيخان . وقد تقال عبادة النبي صلى الله عليه وسلم نفر من أصحابه وقالوا : وأين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم ؟ قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، فقال بعضهم : أما أنا فأنا أصلي الليل أبدا ، وقال بعضهم : أنا أصوم ولا أفطر ، وقال بعضهم : أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدا ، وقال بعضهم : لا آكل اللحم ، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فجاء إليهم فقال ( أنتم قلتم كذا وكذا ؟ أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له ، لكني أصوم وأفطر ، وأصلي وأرقد ، وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني ) ــ الشيخان . والمراد بالسنة الهدي والطريقة لا التي تقابل الفرض ، والرغبة عن الشيء الإعراض عنه إلى غيره . ومع هذه الأعمال الجليلة فقد كان يقول عليه الصلاة والسلام(سددوا وقاربوا واعلموا أنه لن ينجو أحد منكم بعمله )قالوا : ولا أنت يا رسول الله ؟ قال ( ولا أنا إلا أن يتغمد ني الله برحمة منه وفضل ). وفي رواية( سددوا وقاربوا ، واغدوا وروحوا ، وشيء من الدلجة ،والقصد القصد تبلغوا ) ــ البخاري ومسلم . وكان يقول ( يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ) ــ الترمذي وغيره .ويقول ( اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك ) ــ رواه مسلم .
وخلاصة القول : أن الدروس والفوائد والعبر والعظات في هذا المبحث ككثيرة منها :
1) إن النبي صلى الله عليه وسلم قدوة كل مسلم صادق مع الله تعالى في كل أموره ؛ لقوله تعالي ( لقد كان لكم في رسول والله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الأخر وذكر الله كثيرا ) ـ الأحزاب : 21.
2) إن النبني صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقا ، وخلقا ، وألينهم كفا ، وأطيبهم ريحا ، وأكملهم عقلا ، وأحسنهم عشرة ، وأعلمهم بالله وأشدهم له خشية ، وأشجع الناس ، وأكرم الناس وأحسنهم قضاء ، وأسمحهم معاملة ، وأكثرهم اجتهادا في طاعة ربه ، وأصبرهم وأقواهم تحملا ، وأخشعهم لله قلبا ، وأرحمهم بعباد الله تعالى ، وأشدهم حياء ، ولا ينتقم لنفسه ، ولا يغضب لها ، ولكنه إذا انتهكت حرمات الله ، فإنه ينتقم لله تعالى ، وإذا غضب لله لم يقم لغضبه أحد ، والقوي والضعيف ، والقريب والبعيد ، والشريف وغيره عنده في ا لحق سواء ، وما عاب طعاما قط إن اشتهاه أكله ، وإن لم يشتهه تركه ، ويأكل من الطعام المباح ما تيسر ولا يتكلف في ذلك ، ويقبل ا لهدية ويكافئ عليها ، ويخصف نعليه ويرقع ثوبه ، ويخدم في مهنة أهله ، ويحلب شاته ، ويخدم نفسه ، وكان أشد الناس تواضعا ، ويجيب الداعي : من غني أو فقير ، أو دنيء أو شريف ، وكان يحب المساكين ويشهد جنائزهم ويعود مرضاهم ، ولا يحقر فقيرا لفقره ، ولا يهاب ملكا لملكه ، وكان يركب الفرس ، والبعير ، والحمار ،والبغلة، ويردف خلفه ، ولا يدع أحدا يمشي خلفه . وخاتمه فضة وفصه منه ، يلبسه في خنصره الأيمن وربما لبسه في الأيسر ، وكان يعصب على بطنه الحجر من الجوع ، وقد آتاه الله مفاتيح خزائن الأرض ، ولكنه اختار الآخرة ، وكان يكثر الذكر ،دائم الفكر ، ويقل اللغو ، ويطيل الصلاة ، ويقصر الخطبة ، ويحب الطيب ولا يرده ، ويكره الروائح الكريهة ، وكان أكثر الناس تبسما ، وضحك في أوقات حتى بدت نواجذه ، ويمزح ولا يقول إلا حقا ،ولا يجفوا أحدا، ويقبل عذر المعتذر إليه ، وكان يأكل بأصابعه الثلاث ويلعقهن ، ويتنفس في الشرب ثلاثا خارج الإناء ،ويتكلم بجوامع الكلم ، وإذا تكلم، تكلم بكلام بين فصل ، يحفظه من جلس إليه ، ويعيد الكلمة ثلاثا إذا لم تفهم حتى تفهم عنه ، ولا يتكلم من غير حاجة ، وقد جمع الله له مكارم الأخلاق ومحاسن الأفعال ، فكانت معاتبته تعريضا ، وكان يأمر بالرفق ويحث عليه ، وينهى عن العنف ، ويحث على العفو والصفح ، والحلم ، والأناة ، وحسن الخلق ومكارم الأخلاق، وكان يحب التيمن في طهوره وتنعله ، وترجله ، وفي شأنه كله ، وكانت يده اليسرى لخلائه وما كان من أذى ، وإذا اضطجع ، اضطجع على جنبه الأيمن ، ووضع كفه اليمنى تحت خده الأيمن ،وإذا عرس قبيل الصبح نصب ذراع ووضع رأسه على كفه ، وكان مجلسه : مجلس علم ، وحلم ، وحياء ، وأمانة ، وصيانة ، وصبر ، وسكينة ، ولا ترفع فيه الأصوات ، ولا تنتهك فيه الحرمات ، يتفاضلون في مجلسه بالتقوى ، ويتواضعون ، ويوقرون الكبار ، ويرحمون الصغار ، ويؤثرون المحتاج ، ويخرجون دعاة إلى الخير ، وكان يجلس على الأرض ، ويأكل على الأرض ، وكان يمشي مع الأرملة والمسكين ، والعبد ، حتى يقضي له حاجته . ومر على الصبيان يلعبون فسلم عليهم ، وكان لا يصافح النساء غير المحارم ، وكان يتألف أصحابه ويتفقدهم ، ويكرم كريم كل قوم ، ويقبل بوجهه وحديثه على من يحدثه ، حتى على أشر القوم يتألفهم بذلك ، ولم يكن فاحشا ولا متفحشا ولا صخابا ، ولا يجزي السيئة بالسيئة، بل يعفو ويصفح ويحلم ، ولم يضرب خادما ولا امرأة ولا شيئا قط ، إلا أن يجاهد في سبيل الله تعالى ، وما خير بين شيئين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثما ،فإن كان إثما كان أبعد الناس عنه . وقد جمع الله له كمال الأخلاق ومحاسن الشيم وآتاه من العلم والفضل وما فيه النجاة والفوز والسعادة في الدنيا والآخرة ما لم يؤت أحدا من العالمين . وهو أمي لا يقرأ ولا يكتب ، ولا معلم له من البشر ، واختاره الله على جميع الأولين والآخرين ، وجعل دينه للجن والناس أجمعين إلى يوم الدين ، فصلوات الله وسلامه عليه . صلاة وسلاما دائمين إلى يوم الدين ؛ فإن خلقه كان القرآن.
فينبغي الاقتداء به صلى الله عليه وسلم والتأسي في جميع أعماله ، وأقواله ، وجده واجتهاده ، وجهاده ، وزهده ، وورعه ، وصدقه وإخلاصه ، إلا في ما كان خاصا به ، أو ما لا يقدر علي فعله ، لقوله صلى الله عليه وسلم ( خذوا من الأعمال ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا )ــ البخاري ومسلم ، ولقوله ( ما نهيتكم عنه فاجتنبوه ، وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم) رواه الشيخان ،
لنصرة الحبيب :خلاصة نسبه ووظيفته عليه الصلاة والسلام